الاثنين، 7 مايو 2012

التينيا الملونة

التينيا الملونة ( النخالية الملونة )
       تعتبر التينيا الملونة من أكثر الأمراض الجلدية انتشارا بين الشباب فى المناطق الحارة الرطبة بينما يكون انتشارها أقل فى البلاد التى يميل طقسها إلى البرودة وقد وجد أن المرض يصيب 40% من سكان المناطق الحارة وتقل تلك النسبة إلى 1% فى المناطق الباردة ويقل حدوث المرض فى شهور الشتاء عنه فى شهور الصيف ويظهر على شكل بقع مختلفة الألوان تتراوح بين الأبيض والبني الفاتح وتصيب الصدر والظهر والرقبة وعادة لا يسبب المرض حكة وبعد علاج المرض تتخلف بقع أفتح من لون الجلد فتكون أكثر وضوحا فى الجلد الأسمر عنه فى الجلد الأشقر وتسبب قلقا للمريض وتستغرق عدة شهور حتى يعود للجلد لونه الطبيعي.
       وقد وجد أن المرض يصيب الأشخاص ذوي الاستعداد الطبيعي للإصابة فنجد على سبيل المثال فى أسرة مكونة من أب وأم وستة أبناء أن الأب واثنين من الأبناء مصابون بالمرض بينما تكون الأم وباقى الأبناء خالين من المرض .
       وأدت تلك الملاحظة إلى دراسة ظاهرة العدوى فى التينيا الملونة وخلص العلماء إلى أن المرض لا ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر ويدعم هذا الرأى اكتشاف تم فى السنوات الأخيرة يثبت أن الفطر المسبب للمرض يعيش فى جلد جميع البشر لكنه موجود فى صورة غير نشطة ويكون الفطر فى صورته غير النشطة على هيئة خلايا أحادية بيضاوية تسمى بيتروسبورون وينشأ المرض إذا تحول الفطر إلى صورة نشطة على هيئة خلايا مستطيلة تسمى مالاسيزيا ووجد أن تحول البيتروسبورن إلى مالاسيزيا يسبب ظهور المرض لكن لم تعرف حتى الآن أسباب تحول الفطر من الصورة الكامنة إلى الصورة النشطة .
       وتفسر تلك الظاهرة انتكاس المرض بعد العلاج خاصة فى فصل الصيف حيث تساعد الحرارة والعرق على تنشيط الفطر وتحوله من الصورة الكامنة إلى الصورة النشطة وقد أدت تلك الاكتشافات إلى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن ذلك المرض حيث ثبت عدم وجود علاقة بينه وبين استخدام حمامات السباحة أو استعمال ملابس شخص مريض وبالتالى لا داعى لتعقيم ملابس المريض أثناء العلاج حيث إن المرض لا ينتج عن عدوى خارجية إنما عن عدوى داخلية.
    العلاج :-
       يسهل علاج التينيا الملونة باستخدام مضادات الفطريات أو محلول الهيبو وهو ثيوسلفات الصوديوم موضعيا أو باستخدام بعض الشامبوهات التى تحتوي على مادة سلفيد السلينيوم وقد تستخدم أقراص الكيتوكونازول لمدة 10 - 20 يوما فى الحالات الشديدة إلا أنه ينبغي استخدامها بحرص حيث يؤدى الاستخدام الخاطئ إلى تأثر خلايا الكبد.
       ويمكن التغلب على مشكلة اللون الفاتح بتعريض الجلد لأشعة الشمس أو للأشعة فوق البنفسجية وعلى مشكلة الانتكاسات باستخدام علاج وقائي خلال أشهر الصيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق