أجل قد تقاتل الملائكة أو الجن معي , لكننني أعرف أنه ثأري أنا وحدي , وفي كل موت وفي كل ميلاد أعرف أنه ثأري أنا وحدي , فلا الجن يحطون فوق داري ولا الملائكة يصلون في محرابي , لأن سليمان ومحمد كانا نبيان , وكانت ثورتي عنوان كل النبواءات , وعلي وحدي أن أحارب كي يكون لي هذا المقام في الأرض والسماء معاً .
هدهد الشرق
29/3/2012 بين يدي عرقوب
أندفع ذلك الفرح في عينيّ الجندي وهو يرى صبية يركلون الكرة الصغيرة فيما هو كان قرب دبابته , حار الشاب وحارت عيناه ,, أي الأماني تلامس , وهو يسمع أحيانا أغاني الأطفال التي كانوا يردودنها نكاية بهم , دعك من نظرات الشيوخ وعجائز القرية التي كانت تشي بألف بركان وبركان , لم يكن يريد أن يخوض هذه المعركة منذ بدايتها , وقد بدت معركة الخاسرة مع أقوام هو منهم وهم منه .
مع أشباح الليل وسكراته كان صقيع البلدة قاسيا وكان رفاقه أكثر قسوة معه , هو الذي أبعد مرات لأميال عن مدينته في خدمته الإلزامية , ومع هذا فقد ظل ليل نهار يحلم بدفء منزله .. يحلم كل يوم أن يعود إلى صدر أمه الحاني , يحن أن يعود إلى أخوته الذين كانوا يخشون القذائف والدمار , في آخر إجازة له طلبوا من حسين البقاء معهم كي لا يموتوا برصاص الجند الحاقدين , فيما صمتت أشواق الأب عن كل ما يريد , وهو يعرف أن ألف حسين لن يحمي هذه القلوب البريئة .
هكذا ضم حسين أشواقه القديمة الجديدة في ليلة رأس السنة , وهو يحمل بندقيته بعد عملية صيد الفئران التي دكت القرية عما بها وقتلت العشرات منهم .
حدثه رفاقه عن الجني الذي كان يتوعدهم كل ليلة بالانتقام , وأنه لن يسكت عن جرائمهم وسيقتل ألفا منهم .
كان الجني عرقوب هو حديث الجنود هناك في البلدة الصغيرة , فيما كان الجند يتناقصون يوما بعد يوم , ولم يكن سوى عرقوب هو المتهم الرئيسي في كل هذه الحوادث .
جاءت التعزيزات وجاءت الأوامر من سيد القصر الكبير بأن تدك المقابر .. المباني – المشافي – المدارس بالقذائف لأن عرقوب شوهد صدفة يمر من هناك .
حارت عينا حسين وهو يتأمل المشهد أمامه كان الأمر أغرب من الخيال , وشوهد عرقوب وهو يحط بجناحيه فوق ركام المنبى المهدم وينتشل عشرات الجثث لنساء وشيوخ وأطفال , بعد أن فر الجميع إليه وقد ظنه الكل أنه الملاذ الآمن الأخير لهم , كان عرقوب يطير بين الغمام كي يحمل أرواح الشهداء تاركا الدم مغروسا في تلكم الأرض وهي تنادي ثأرها .
صدر الأمر بأن يعدم عرقوب , وطلبوا لحسين تنفيذ الأمر , لوهلة شاهد حسين أبويه وأخوته بين يدي عرقوب , ولم يستطع هذا الجندي الشاب ذا الثامنة عشرة إلا أن يقف ساكنا , وبعد دقائق لوح لعرقوب قبل أن يغيب الجني عن أنظاره .
لم يجد الضابط المسؤول عنه ألا أن يودعه مشفى الأمراض العقلية , بعد أن تكررت حكايات حسين عن الجني عرقوب الذي يجول في القرية بحثا عن الضحايا في كل مكان , والذي كان يتوعد القتلة بالأنتقام , لتكون قلوب الناس جميعا منزله ومكان سكناه .
ظلت حكاية عرقوب الذي يسكن القرية الصغيرة حديث الجنود هناك , فيما ظل حسين أسير ذلك المشفى , وهو يؤكد لكل من يراه أن رأى أخوته وأبويه بين يدي عرقوب , وهو يطير بهم نحو السموات البعيدة .. البعيدة .
أحنى رفاقه رؤوسهم وهو يتناقلون الخبر الحزين عن موت أسرة كاملة تحت وابل القذائف .
دمعت عينا حسين ولم يقل شيئا وهو يقرأ الخبر في عيون كل من رأهم .. ومرت خمس سنوات .. مرت عشر , فيما لازال حسين على صمته يرفض أن يتكلم أو يقول شيئا .
ووضعت المعارك أوزارها , وجاء من يريد أن يقدم وساما لحسين على إخلاصه لوطنه وأهله ويعتذر له عن كل ما حدث , لكن كل من راقب المشهد هناك قال أنه لا يصدق , فقد شوهد حسين بين يدي عرقوب وهو يتجاوز به السماء نحو البعيد .. البعيد قبل أن يغرس روحه في كروم وأعناب .
لكل طير خبر وأنا جئتكم من سبأ بالخبر اليقين
هدهد الشرق
29/3/2012 بين يدي عرقوب
أندفع ذلك الفرح في عينيّ الجندي وهو يرى صبية يركلون الكرة الصغيرة فيما هو كان قرب دبابته , حار الشاب وحارت عيناه ,, أي الأماني تلامس , وهو يسمع أحيانا أغاني الأطفال التي كانوا يردودنها نكاية بهم , دعك من نظرات الشيوخ وعجائز القرية التي كانت تشي بألف بركان وبركان , لم يكن يريد أن يخوض هذه المعركة منذ بدايتها , وقد بدت معركة الخاسرة مع أقوام هو منهم وهم منه .
مع أشباح الليل وسكراته كان صقيع البلدة قاسيا وكان رفاقه أكثر قسوة معه , هو الذي أبعد مرات لأميال عن مدينته في خدمته الإلزامية , ومع هذا فقد ظل ليل نهار يحلم بدفء منزله .. يحلم كل يوم أن يعود إلى صدر أمه الحاني , يحن أن يعود إلى أخوته الذين كانوا يخشون القذائف والدمار , في آخر إجازة له طلبوا من حسين البقاء معهم كي لا يموتوا برصاص الجند الحاقدين , فيما صمتت أشواق الأب عن كل ما يريد , وهو يعرف أن ألف حسين لن يحمي هذه القلوب البريئة .
هكذا ضم حسين أشواقه القديمة الجديدة في ليلة رأس السنة , وهو يحمل بندقيته بعد عملية صيد الفئران التي دكت القرية عما بها وقتلت العشرات منهم .
حدثه رفاقه عن الجني الذي كان يتوعدهم كل ليلة بالانتقام , وأنه لن يسكت عن جرائمهم وسيقتل ألفا منهم .
كان الجني عرقوب هو حديث الجنود هناك في البلدة الصغيرة , فيما كان الجند يتناقصون يوما بعد يوم , ولم يكن سوى عرقوب هو المتهم الرئيسي في كل هذه الحوادث .
جاءت التعزيزات وجاءت الأوامر من سيد القصر الكبير بأن تدك المقابر .. المباني – المشافي – المدارس بالقذائف لأن عرقوب شوهد صدفة يمر من هناك .
حارت عينا حسين وهو يتأمل المشهد أمامه كان الأمر أغرب من الخيال , وشوهد عرقوب وهو يحط بجناحيه فوق ركام المنبى المهدم وينتشل عشرات الجثث لنساء وشيوخ وأطفال , بعد أن فر الجميع إليه وقد ظنه الكل أنه الملاذ الآمن الأخير لهم , كان عرقوب يطير بين الغمام كي يحمل أرواح الشهداء تاركا الدم مغروسا في تلكم الأرض وهي تنادي ثأرها .
صدر الأمر بأن يعدم عرقوب , وطلبوا لحسين تنفيذ الأمر , لوهلة شاهد حسين أبويه وأخوته بين يدي عرقوب , ولم يستطع هذا الجندي الشاب ذا الثامنة عشرة إلا أن يقف ساكنا , وبعد دقائق لوح لعرقوب قبل أن يغيب الجني عن أنظاره .
لم يجد الضابط المسؤول عنه ألا أن يودعه مشفى الأمراض العقلية , بعد أن تكررت حكايات حسين عن الجني عرقوب الذي يجول في القرية بحثا عن الضحايا في كل مكان , والذي كان يتوعد القتلة بالأنتقام , لتكون قلوب الناس جميعا منزله ومكان سكناه .
ظلت حكاية عرقوب الذي يسكن القرية الصغيرة حديث الجنود هناك , فيما ظل حسين أسير ذلك المشفى , وهو يؤكد لكل من يراه أن رأى أخوته وأبويه بين يدي عرقوب , وهو يطير بهم نحو السموات البعيدة .. البعيدة .
أحنى رفاقه رؤوسهم وهو يتناقلون الخبر الحزين عن موت أسرة كاملة تحت وابل القذائف .
دمعت عينا حسين ولم يقل شيئا وهو يقرأ الخبر في عيون كل من رأهم .. ومرت خمس سنوات .. مرت عشر , فيما لازال حسين على صمته يرفض أن يتكلم أو يقول شيئا .
ووضعت المعارك أوزارها , وجاء من يريد أن يقدم وساما لحسين على إخلاصه لوطنه وأهله ويعتذر له عن كل ما حدث , لكن كل من راقب المشهد هناك قال أنه لا يصدق , فقد شوهد حسين بين يدي عرقوب وهو يتجاوز به السماء نحو البعيد .. البعيد قبل أن يغرس روحه في كروم وأعناب .
لكل طير خبر وأنا جئتكم من سبأ بالخبر اليقين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق