الأربعاء، 9 مايو 2012

فوارس بلا جياد

بقلم//صهيب ابو عليان.
عندما تنظر الى وجوههم تقرأ ملامح الصمود والتحدي والاباء وترى فيهم عزيمة رجال لا تعرف الانهزام رغم كل ما يعانونه من ظلمة السجن وقهر السجان وممارسات ادارة السجون التعسفية لكسر ارادتهم وثني عزيمتهم.
هكذا هم الاسرى الفلسطينيون، شقوا لانفسهم طريقا شاقا وصعبا ورضوا بأن يسيروا فيه رغم كل ما فيه من الام ومصاعب ومشقة وذلك لانهم على ثقة بأن نهاية هذه الطريق شمس مشرقة لا بد وان تشرق رغم طول غيابها الا وهي شمس الحرية التي لا يمكن لاي قوة ان تمنعها من الشروق فبعد طول الليل لا بد لها ان تلقي بظلال اشعتها على ارض طال عليها ليل الظلم والمحنة .
هم فوارس رغم انهم لم يركبو على ظهور الجياد، فعظمة مواقفهم التي سجلوها بقضاء زهرات اعمارهم في غياهب الظلمات جعلتهم يتفوقون على الفوارس الذين ركبوا على ظهور الجياد وخاضوا غمام الحروب فهؤلاء يمتلكون عدة وعتاد وزاد، اما الاسرى فلا يملكون من العتاد المادي شئ لكنهم يمتلكون عتادا من نوع اخر هو عتاد معنوي متمثلا بقوة الصبر وصلابة الايمان وعزيمة الرجال.
سألت احدهم عندما افرج عنه ماذا كان يمثل لكم السجن فقال لي"كان يمثل لنا مسجد نتعبد فيه لله عز وجل، ومؤسسة تعليمية تزيد من معارفنا وثقافتنا ، وناديا رياضيا لتقوية اجسادنا، ومركز ثقافي لتبادل الخبرات"
فصنعوا من واقعهم المرير واقعا ناصعا مشرفا بتحويل السجن الى مؤسسات ربما تفتقدها الكثير من مجتمعات العالم.
واستذكر هنا قول شيخ الاسلام ابن تيمية عندما قال " ان قتلوني فقتلي شهادة وان ابعدوني فابعادي نزهة وان سجنوني فسجني خلوة برب العالمين"
واثبتت الايام والتجارب منذ فجر التاريخ بأن الاحوال لاتبقى كما هي وانما لابد لها من ان تتغير ، فهذه سنن كونية ثابتة من رب العالمين، فالمنتصر لا يبقى منتصرا، والمظلوم لا يبقى مظلوما.
انني على ثقة بأنه سيأتي اليوم الذي يخرج فيه جميع الاسرى رافعي الرؤوس ومنتصبوا القامات متبخترون في مشيتهم كالفريق الذي ينتصر في نهاية المعركة، وسيجلسون بيننا متربعين على عروش قلوبنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق