«اتهمنى البعض بأنى نزلت الميدان سعيا وراء الشهرة والمتاجرة بالحدث لمصلحتى الخاصة، فيما ذهب البعض إلى أننى أدفع ثمن مواقفى السياسية فيعزف المنتجون على الاستعانة بى خشية أن تتأثر أعمالهم، والحق أن لا هذا ولا ذاك محق».. بهذه الكلمات حرصت الفنانة جيهان فاضل على أن تبدأ حديثها عن آخر أعمالها «طير يا طيارة» المسلسل المتوقع عرضه فى شهر رمضان المقبل.
وقالت: منذ دخولى مجال الفن وأنا لا أشارك فى كثير من الأعمال وربما يمر على عام كامل ولا أشارك فى أى عمل أو أكتفى بتقديم عمل واحد فقط، والسبب فى هذا أن نفسى كانت ومازالت «مسدودة» من هذا الجو الذى نعيش فيه من قهر وظلم وفساد والذى لم يتغير حتى بعد اندلاع الثورة، وأعمل لأنه يجب أن أشتغل، وعليه فلم أكن يوما أسعى للشهرة ولم أدفع ثمنا لمواقفى السياسية.
وأضافت: وفيما يدعى البعض أن الفنانين الذين نزلوا الميدان كانوا يسعون للشهرة أقول إن كثيرا من الفنانين الذين تم وضعهم فى القائمة السوداء لمساندتهم النظام القديم ومواقفهم المضادة من الثورة، لا يزال الإقبال عليهم، ويعملون أكثر من الذين نزلوا الميدان لأن السوق الدرامية لها حسابات مختلفة، فالفن ليس من المفترض أن نحاسبه سياسيا فربما أحب فنانا وأتابع أعماله، لكن لا أحترم موقفه السياسى ولكن لا أنقطع عن مشاهدة أعماله.
وعن سر موافقتها لمسلسل «طيرى يا طيارة» قالت: هو أفضل الأعمال التى عُرضت علىّ فالورق الذى كتبته فيفيان محمود أثار إعجابى والشخصية لطبيبة تدعى يمنى تعمل فى أحد المستشفيات الحكومية، وتشهد الفساد والإهمال بعينها وهى ابنة لأب كان يعمل سفيرا، وهى الشخصية التى يلعبها الفنان مصطفى فهمى، والذى رفض أن يعمل بإسرائيل ودفع ثمن هذا.
وبسؤالها: هل تعلم أن مخرج العمل ضياء فهمى ينتمى لعائلة صفوت الشريف، وأن هذا الأمر كان سبب هجوم بعض العاملين فى قطاع الإنتاج، الجهة المنتجة للمسلسل، على رئيس القطاع أجابت: هذه هى أول مرة أسمع فيها هذا الكلام، وأود أن أوضح حقيقة للجميع أنه لا يجب أبدا محاسبة أى شخص على أخطاء ارتكبها قريب له، فهذا خطأ جسيم وعليه أؤكد أنه حتى لو عرفت قبل توقيع العقد أن مخرج العمل ينتمى لعائلة صفوت الشريف لم أكن لأرفض فأنا أتعامل معه وهو شخص جيد للغاية وإذا ثبت لى غير هذا فسوف يكون لى موقف صارم، لكن إذا كان الرجل بريئا وليس له يد فيما ارتكبه قريبه فلماذا نحاسبه على ذنب لم يقترفه؟
وعن رأيها فيمن يتوقع من فنانى الثورة أن يشاركوا فى أعمال ثورية تناسب أيدلوجيتهم قالت:
الفنان لا يعبر عن رأيه وإنما هو وسيلة للتعبير عن رأى مؤلف ومخرج العمل رغم أننى لا أنكر أن الفنان شريك باعتباره وافق على الاشتراك فى العمل، وهذا يعنى أنه يتفق مع رأى المؤلف والمخرج، الى جانب أنه يجب ألا تنتظروا أعمالا ثورية، والثورية هنا هى أعمال جادة تناقش مشاكلنا بشكل حقيقى وتتعمق فيها لأنه وببساطة الدراما فى مصر متخلفة ولا يزال الطريق أمامها طويل لكى تحسن من أدائها.
وأضافت: لا تصدقوا الأعمال التى كان يدعى أصحابها أنهم يعارضون النظام، فهذه المعارضة كاذبة ومضللة وكانت تتم بالاتفاق مع النظام نفسه الذى كان يوجه الكاتب للهجوم على شخص بعينه والابتعاد عن اسم بعينه، وكانت السيوف مصلتة على رقاب الكتاب الأحرار، وللأسف المناخ لم يتغير ولم نذق بعد للحرية طعما، مع وضع فى الاعتبار أننا لا نزال نعانى من سيطرة النجم على العمل، وهو الذى يحصل على ثلثى ميزانية المسلسل ويتم صرف الثلث الأخير على العمل كله وهذه كارثة.
وعما إذا كانت تشير بكلامها إلى مستوى الموسم الجديد الذى يضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما والتليفزيون فقالت: هناك كثير من المنتجين يعتمدون على ترويج أعمالهم باسم بطل المسلسل والتغاضى عن أشياء كثيرة للغاية وعليه هؤلاء لديهم استعداد لدفع أجور خيالية لبطل العمل لأنه يضمن تسويقه.
وهو ما يؤثر على قيمة العمل نفسه لأن أجر النجم يكون على حساب عناصر العمل الأخرى وعليه فأنا لا تجذبنى كل هذه الأسماء بقدر أن يجذبنى العمل نفسه بورقه وبالإمكانات المتاحة له وبكل عناصره، ومن هنا أؤكد أن القائمين على صناعة الدراما لابد أن يجتمعوا ويتناقشوا ويبحثوا مشكلة الدراما لأننا نعانى من أزمة حقيقية، فلدينا كم دون كيف وأعداد تتراكم دون قيمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق