الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الذهب يتخلى عن زعامته كملاذ آمن وينضم للأدوات الاستثمارية المضطربة

الذهب يتخلى عن زعامته كملاذ آمن وينضم للأدوات الاستثمارية المضطربة 
 
 
أجبرت حالة عدم اليقين التي تعتري الاقتصاد العالمي، الذهب على التخلي عن مكانته كملاذ آمن للمستثمرين من حول العالم، يلجأون إليه عند الأزمات، وكأداة احتياط للمستثمرين طويلي الأجل، بعد أن سار في الفترة الأخيرة على نهج بقية الأدوات الاستثمارية في الأسواق (المعادن، النفط، العملات، الأسهم، والسندات)، في التذبذب السعري، الذي طالما كان بعيداً عن أسعار الذهب.

تذبذب سعر الذهب بين الهبوط الحاد في أسبوع ومن ثم الصعود الحاد، الذي لم يكن أبداً على مر التاريخ سمة من سماته، أرجعه محللون تحدثوا لـ «الاقتصادية»، إلى الغموض الشديد وعدم اليقين بمسار الاقتصاد العالمي، مشيرين إلى أن هذا التذبذب الحاد، هو معيار حقيقي للضبابية وعدم اليقين الذي يعتري الاقتصادات العالمية.


وتراجع سعر الذهب قليلاً، أمس الإثنين، بعد أن سجّل أكبر ارتفاع في أكثر من ثلاث سنوات عند 1619.40 دولار للأوقية.


في مايلي مزيد من التفاصيل:


تخلى الذهب في الأسابيع الماضية عن مكانته كملاذ آمن للمستثمرين من حول العالم، يلجأون إليه عند الأزمات كأداة احتياط، إذ سار على نهج بقية الأدوات الاستثمارية في الأسواق (المعادن، النفط، العملات، الأسهم، السندات)، في التذبذب السعري، الذي طالما كان بعيدا عن أسعار الذهب.


تذبذب سعر الذهب بين الهبوط الحاد في أسبوع ومن ثم الصعود الحاد، الذي لم يكن أبدا على مر التاريخ سمة من سماته، أرجعه محللون متخصصون في قطاع الذهب، تحدثوا لـ ''الاقتصادية''، إلى الغموض الشديد وعدم اليقين بمسار الاقتصاد العالمي، مشيرين إلى أن هذا التذبذب الحاد، هو معيار حقيقي للضبابية، وعدم اليقين الذي يعتري الاقتصادات العالمية.


وتراجع سعر الذهب قليلا أمس، بعد أن سجل أكبر ارتفاع في أكثر من ثلاث سنوات عند 1619.40 دولار للأوقية، عندما أثارت بيانات الوظائف الأمريكية، التي جاءت ضعيفة، تكهنات بشأن مزيد من التيسير للسياسة النقدية وزادت من الإقبال على الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم.


وزادت بيانات الوظائف التي جاءت ضعيفة بشكل مفاجئ من قتامة صورة الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي يبدو فيه أن منطقة اليورو تزداد انغماسا في أزمة الديون، ويتباطأ النمو في الصين.



العلوان

إبراهيم العلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية، يؤكد أن الأوقات الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، وعدم وضوح الرؤية، أربك المستثمرين في قطاع الذهب سواء كانت بنوكا أو محافظ، إذ إنه كلما اعتقد العالم أنه خرج من أزمته، بدأت الأدوات الاستثمارية الأخرى تنشط، فيقل الطلب على الذهب أو يتم تسييل جزء منه؛ وبالتالي تتراجع أسعاره، والعكس صحيح.

وقال العلوان'' هناك ارتباط عكسي ومعروف عند الاقتصاديين بين أسعار الذهب والأسواق العالمية، بمعنى أن هبوط الأسهم والعملات هو تعزيز لأسعار الذهب، وهي الحالة أيضا مع العملات الدولية كالدولار، لكن التغير الذي حدث هو أن المستثمرين أنفسهم، بل حتى المحللين لا يستطيعون اتخاذ القرارات متوسطة المدى وبعيدة المدى، بسبب عدم قدرة الجميع على التنبؤ بما سيحدث خلال الأشهر الثلاثة المقبلة مثلا''.


وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية، أن الذهب كان على مر التاريخ وسيظل ملاذا آمنا للمستثمرين، مهما تغيرت الظروف الاقتصادية العالمية، فهو مكون أساسي في محافظ كل المستثمرين والبنوك المركزية والتجارية وصناديق الحكومات، ولن يفقد تلك المكانة.


وزاد ''التذبذب الذي حدث خلال الفترة الماضية، حيث فقد الذهب في مايو أكثر من 6 في المائة من قيمته عندما بلغ سعره في التعاملات الفورية 1556 دولارا للأوقية في 29 أيار (مايو) الماضي، متأثرا بارتفاع الدولار بنسبة تزيد على 5 في المائة أمام سلة عملات مع احتدام أزمة منطقة اليورو''.



فارسي

من ناحيته قال جميل فارسي، شيخ جواهرجية جدة، عضو اللجنة الوطنية للذهب والمجوهرات، إن التذبذب القاسي في أسعار الذهب خلال مايو الماضي، جاء معيارا حقيقيا لحالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، مبينا أن هناك عوامل كثيرة تؤدي لعدم اليقين، منها الوضع في منطقة اليورو، واحتمال خروج اليونان من الوحدة النقدية، وكذلك المؤشرات الأمريكية المهمة كالبطالة وثقة الشركات.

وأضاف ''حالة عدم اليقين أدت إلى تضارب وضبابية في رؤية المستثمرين، فمع بداية نيسان (أبريل) الماضي، ورغم استمرار الأزمة الأوروبية، إلا أن الإجراءات التي اتخذت دوليا من صندوق ومجموعة العشرين، كان متوقعا أن تمنع أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي، أو على الأقل تكون بداية الخروج من الأزمة، لذلك اتخذ الذهب مسارا هابطا، ولكن مع الوقت ثبت أن الأزمة أعمق، وأن أضرارها أكبر مما توقع الجميع''.


وأوضح شيخ جواهرجية جدة، أن تجار الذهب من حول العالم يزعجهم هذا التذبذب في أسعاره، مشيرا إلى أن التجار - وكذلك المستهلكين يفضلون استقرار الأسعار، فهي الأوقات التي ينشط فيها البيع، بعكس المستثمرين الذي لا يمانعون من تذبذب السعر لتحقيق الأرباح، ولكن طبعا في نطاق ضيق.


وتوقع فارسي، أن يستمر الذهب خلال عام 2012 في مسار غير واضح، وسط مخاوف من أن تخرج أزمة ديون أوروبا عن نطاق السيطرة فتسبب تباطؤا في الاقتصاد العالمي، إلا أنه وضع نطاقا سعريا لن يخرج عنه سعر الذهب هذا العام – على حد تقديره - وهو بين 1500 دولار و1690 دولارا للأوقية، ما لم يحدث ظرف غير عادي واستثنائي، كخروج اليونان مثلا من منطقة اليورو. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق